مفتي أوكرانيا: أحث المسلمين وغيرهم وموظفي الدولة على الالتزام بدستور البلاد...
الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي أوكرانيا والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة"
أيها الأوكرانيون الأعزاء، أهنئكم بمناسبة يوم الدستور في أوكرانيا!.
لدينا واحد من أكثر الدساتير ديمقراطية، ليس فقط في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، ولكن أيضا في العالم.
ليس لدينا دستور سيء، ولكنه، للأسف، لا يطبق في في كثير من الأحيان.
أود أن أذكر المادة 35 من الدستور: "لكل شخص الحق في حرية النظر إلى العالم والدين. يشمل هذا الحق حرية المجاهرة بأي دين أو عدم المجاهرة بأي دين، وبحرية ممارس الطوائف الدينية للممارسات والطقوس والأنشطة. لا يمكن للدولة أن تعتبر أي دين إلزاميا".
أحث جميع مواطني أوكرانيا، ولا سيما موظفي الدولة، على الالتزام الصارم بالدستور الأوكراني، وعدم تتجاوز سلطاتهم.
خاطبت مسلمي أوكرانيا، وأود أن أشير إلى أنه يتعين علينا أن نلتزم بدستور أوكرانيا، وهذا ما نصت عليه المنظمات الدينية الإسلامية في "ميثاق مسلمي أوكرانيا": "يلتزم مسلمو أوكرانيا بالتشريعات الأوكرانية، ويعترفون بجميع الحقوق والالتزامات المتعلقة بالمواطنة الأوكرانية".
بالنسبة للمسلمين الذين يقولون إن الدستور ليس من شريعة الله، ولا يعترفون به، أقول إنه في جميع الدول الإسلامية هناك قانون اساسي، ولا يسمى في كل مكان بـ"الدستور"، فعلى سبيل المثال في السعودية، يحمل اسم "النظام الرئيسي"، وفي فلسطين "الميثاق الوطني".
الإسلام يفسر الدستور ليس فقط كوثيقة الدولة الرئيسية، ولكن أيضا كاتفاق مدني بين جميع شرائح المجتمع.
يعتقد بعض المؤرخين المسلمين أن اتفاقية المدينة المنورة (صحيفة المدينة) التي وقعها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مع جميع أطراف المدينة هي في الأساس دستور ينظم المبادئ الأساسية التي ستعيش عليها المدينة.
جاء في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود".
الحصول على جنسية البلد، أو الإقامة المؤقتة أو الدائمة فيه، يعني إبرام اتفاق بين الدولة وشخص معين، على أن الشخص لن ينتهك قوانين الدولة، والدولة توفر فرصة استخدام الحقوق والحريات والحماية من قبل سلطات الدولة.
ولهذا السبب، فإن مسلمي أوكرانيا ملزمون باتباع الدستور، وأن يكونوا أعضاء نشطين وإيجابيين في المجتمع، وأن يحترموا اللغة والثقافة والدولة.